الجرأة في الروايات يمكن أن تكون وسيلة للعلاج
-
لأنه في النهاية أنا أرفض الهرب، أفضل المواجهة طبعي
المواجهة.
-
طيب خلينا نرجع إلى قصة الازدواجية
اللي أنتِ تكلمتِ عنها قبل قليل،
أنتِ تحدثت في أكثر أثناء بحثنا عن مقابلاتك وحديثك تحدثتِ عن الازدواجية
بأكثر من موضع من خلال شخوص الروايات، تحدثتِ مثلاً في "لم
أعد أبكي" على لسان البطل طلال لما أرسل إلى حبيبته
قال لها: أني أنا ما أستطيع أن أعود للمجتمع لأن
المجتمع يمارس الازدواجية، وتحدثتِ أيضاً في مقاطع من محاضرة ألقيتِها في
جامعة القاضي عياض في إبريل
2005 عن هذا الموضوع، قلتِ أن
المجتمع يعاني من ازدواجية
كبيرة وقلتِ أنك ولدتِ ونشأتِ في مجتمع ذكوري اعتاد أن يلوي عنق المرأة
باسم الدين
وأن يدير وجهه عمداً عن الأقلام النسائية سنوات طويلة
لكنني أيقنت مبكراً بأن الله
قد منحني نعمة الموهبة، تعتقدي أن هذا من الازدواجية التي
يمارسها المجتمع؟
-
طبعاً.
-
أنه يبعد عن المرأة ما يعطيها فرصة؟
-
طبعاً،
لأنه ما زال.. أقول لك حاجة لليوم ده أنا أتهم أنه فيه رجل يكتب لي، يعني
ليه
مجتمعنا مو راضي يتقبل أنه ممكن المرأة تتفوق..؟
-
وفيه رجال أيضاً
يُتهمون أن أحد يكتب لهم.
-
لما تقول رجل يكتب لرجل ده مبلوعة لأن في
النهاية ده شي وضع طبيعي، لكن لما يتعمد رجل يقول عن امرأة أنه في أحد يكتب
لها
يعني يريد يقول أن المرأة ما تزال أقل من
الرجل فكرياً.
-
طيب علمينا
مين اللي يكتب لك؟
-
في جلسة خاصة.
-
ليش طيب؟
-
سأعترف
لك.
-
لماذا على فكرة تتصوري أنكِ اتُّهمتِ بأن أحداً يكتب لكِ؟
-
لأ ده كُتبت على صفحات الجرائد.
-
ليش؟ أنا أقصد ليش هذا الاتهام
يوجه لك أنتِ دون غيركِ؟
-
أقول لك ليش، لأني أنا يمكن قلمي فيه حدة وفيه
جرأة ويمكن كمان لأني طرحت مواضيع مقتصرة كثير يكتبوها الرجال بالذات فيما
كنت أكتب
في الشرق الأوسط، عرضت أشياء سياسية بطابع اجتماعي، كتبت
أشياء إنسانية فشيء طبيعي أنه كانت فيها من القوة
بحيث أني اتهمت أنه فعلاً يكون في أحد يكتب لي لأنه ما في
امرأة تكتب بالجرأة وبالقوة ده.
-
لأ بس بعض اللي قالوا أنه في أحد يكتب
لك يقول أن مستوى الكتابة يختلف من
موضع إلى موضع.
-
ما أعتقد، زينب حفني
بصمتها واحدة، صدقني لو أعطيك أي مقال من مقالاتي حتى
اليوم اللي أنا أكتب فيه في
الاتحاد وحطيت المقالات وشلت اسمي زينب حفني لها بصمة معينة
بأسلوبها.
-
لنعد إلى الازدواجية التي كثيراً ما تتحدثين
عنها بالمجتمع، ماذا تقصدين
بالازدواجية؟
-
الازدواجية الاجتماعية؟
-
ممثلة بإيش الازدواجية
الاجتماعية؟
زينب حفني: النظرة للرجل غير النظرة للمرأة، التعامل في
الخارج غير في الداخل، يعني
ممكن أعطيك مثل بسيط، أيام حصل هجوم على "نساء عند خط الاستواء" كثير
من المثقفين الرجال رفعوا لي سماعة التلفون يقولوا لي:
برافو أنتِ كنتِ رائعة في كتابك، طيب يا جماعة
اكتبوا ده على الصحف، لا ما نقدر نكتب، هذا مو ازدواجية؟ لأنه
يريدوا يبينوا قدام المجتمع أنهم هم
معترضين على ما كُتب ده أول شيء..
-
بس ما كتبوا ضدك!
-
مو كفاية أنك أنت ما تكتب ضدي، المهم أنك أنت تبين
رأيك.
-
يعني ليه تطالبين كل الناس أنهم يصيرون.. يمكن يقدر يقول لك هذا
الرأي بس ما عنده جرأة يعلن، هذه
مو ازدواجية هذا ضعف ممكن يصير.
-
أعطيك
مثل بسيط فيه سيدات أنا كتبت عن المثليات..
-
طيب ليش ما كلمك نساء؟
-
طيب أنا جاييك في المثل، جاءتني واحدة من المثليات معروفة أنها امرأة
مثالية
جاءتني بعد ما نزّلت مجموعتي "نساء عند خط
الاستواء".
-كيف
يعني
مثالية؟ ويش تقصدين مثالية؟
-
يعني قصدي أنها هي شاذة جنسياً.
تركي الدخيل:
مثلية.
-
شاذة جنسياً، وجاءت قالت لي:
أنتِ كده تكتبي عن النساء إحنا كده؟
وأنا أعرف وهو المجتمع كله عارف أنها هي كده، هذه ما هي
ازدواجية؟ هذا مو هروب من
واقع؟ في المجتمع الغربي على الأقل يوقف يقول: أنا مثلي.. يعني ما هي..
-
وأنتِ
تبغين الناس يوقفون الناس ويقولون..
-
لأ بس ما تجي تدافع وهي تعرف
أنها..
تركي الدخيل: طيب وين إذا بليتم فاستتروا؟
-
بليتم فاستتروا بس ما
تعلق تسكت، صح؟
-
طيب، هل لدى زينب حفني مشكلة مع الرجل؟
-
غير
صحيح.
-
لأنك أنتِ دائماً تصورين
الرجل على أنه هو الجلاد في رواياتك
والمرأة هي الضحية.
-
بالعكس، محمد معتصم الناقد المغربي المعروف وده على
فكرة من النقاد اللي جداً أحترمهم يعني على فكرة حصل على جائزة قريبة أعتقد
جائزة الملك محمد الخامس، قال أني أنا لفت انتباهي
في أدب زينب حفني أنها لا تنظر إلى الرجل نظرة
جلادية أو نظرة تعسفية، بالعكس تنظر إلى الرجل نظرة عقلانية، أنا أتكلم
معك لأني أنا جاية من أسرة بالنسبة لي الأب ده شيء مقدس
الأخ شيء مقدس فابني شيء
مقدس، فكيف تقول لي أنا..
-
طيب أنا قرأت
لك حتى في مقابلة لما سُئلت:
ماذا يعني لكِ الرجل؟ قلت: الرجل هو ابن وأب
عظيم والرجل في حياتي هذه مقابلة في
24/3/2006
الرجل في حياتي هو الأب الذي كان له دور كبير
في تثقيفي من خلال إعطائي
الحرية، والرجل في حياتي هو أخي الذي أرى فيه امتداداً لأبي، الرجل في
حياتي هو الذي كان ثمرة..
إلا الزوج لم يحضر..
-
نصيب بقى عندك عريس؟
-
سأنتقل عشان ما أدخل في شغلات
خاصة.
-
أوكي.
-
سأنتقل إلى رواية "لم
أعد أبكي"، في رواية "لم أعد أبكي" تحدثت غادة التي تخرجت شخصية البطولة
الأنثوية التي تخرجت من الجامعة وعملت في إحدى المدارس
قالت بعد أن طلبت منها إدارة جريدة موافقة من ولي
أمرها على العمل في الصحافة أنها تتمنى لو كانت تمتلك حق تقرير
مصيرها في كل ما يخص حياتها، هذه الرغبة أيضاً تحدثتِ أنتِ
عنها في مقالاتك أن المرأة لا تملك حق تقرير
مصيرها، السؤال هذا الكلام لا يحدث في الصحف السعودية، ما
يطلبون من الصحفية أنها تجيب موافقة من ولي أمرها، أنتِ
طلبوا منك أنك تجيبي موافقة
من ولي أمرك وأنتِ اشتغلتِ في الصحافة السعودية؟
-
أنا اشتغلت
كمتعاونة.
-
طيب حتى متعاونة.
-
لأ متعاونة مختلفة، بس أعتقد ده
مطلوب، مطلوب حتى في الجامعات خلي مثلاً اليوم وحدة طالبة تختار قسم غير
اللي يبغاه
أبوها مستحيل.
-
طيب إلى أي حد أنتِ تعتقدي أن الأب يجب أن يكون له.. ألا
يملك حق الولاية على بنته مثلاً ولا تطالبين أن البنات هم اللي يقررون وليس
آباءهم؟
-
هو الولاية.. الولاية معناه إني أنا لازم آخذ تقرير من الأب عشان
أدخل جامعة وولاية عشان أسافر وولاية.. لأ أنا أتكلم على
أشياء من حقي كإنسان بصرف
النظر كرجل وامرأة، أنا أتكلم كحقي كإنسان كبني آدم.
-
هذا يدفعني إلى
سؤال أسأله زي ما سألتك قبل شوي أنك أنتِ.. أنتم ما لكم
شعبية هذا الطرح ما له شعبية في الشارع، قلت لي:
هذا صحيح، يدفعني إلى أني أسألك: هل زينب حفني تقف ضد
عادات المجتمع؟
-
بعضها وليس كلها.
-
أن تصادم عادات
المجتمع؟
-
أصادم لِم لا؟ ليس كل..
-
ويش العادات اللي تقفين
ضدها؟
-
النظر إلى المرأة بتدجين المرأة أو بالنظر إليها كمخلوق شرير يجب
أن يتم تلجيمه حتى لا يؤدي إلى انفراط المجتمع هذه خطأ، المرأة لها عقل
ولها تفكير
مثل الرجل من حقها أن تساهم في حركة مجتمعها.
-
طيب هل أنتِ ضد المجتمع
المتدين في السعودية؟
-
أنا ماني ضد المجتمع المتدين لكن للأسف اليوم أصبح
العرف أقوى من الشريعة، أصبح فيه لبس وتداخل بين الدين وبين الموروث
الاجتماعي..
-
زي إيش؟ ويش الأشياء اللي
صار فيه تداخل بين الدين
والمجتمع؟
-
التفرقة بين الرجل والمرأة ما كانت موجودة أيام الرسول، كانت
المرأة تقف وتجادل بدليل حادثة سيدنا عمر بن الخطاب اللي اليوم حتى
ينكروها، النظر إلى
المرأة..
-
أي حادثة حدثت؟
-
اللي وقفت السيدة وقالت له على
تحديد المهور كانت في وسط الرجال تخطب في وسط الرجال، كانت هناك أيام
الخليفة عمر بن الخطاب كانت توجد وزيرة للحسبة
وغيره وغيره، اليوم لا يوجد حتى.. موت رسولنا
الكريم طُلب أن يؤخذ رأي النساء في بيوتهن هذه غير موجودة طُمست لأ أخذت
رأي النساء بالنسبة لخلافة
سيدنا أبو بكر.
-
وهذا ويش المصدر اللي حصلتِ عليه؟
-
والله عندي من قراءاتي قرأتها، حتى لو أنت تقول المصدر مختلف، في النهاية
إحنا اليوم أصبحنا نفصل مجتمعنا فصل كبير وهذا الفصل بين الرجل والمرأة أدى
أعتقد
إلى كثير أمور سلبية.
-
لكن هل لدى زينب حفني مشكلة مع التدين؟
-
لا، أنا ما عندي مشكلة مع التدين ولا عندي
مشكلة حتى مع الحجاب، لكن أنا أنادي
بالأشياء العقلانية أنادي بأن..
-
كيف ما عندك مشكلة مع
الحجاب؟
|