أشعار

أشعار

أشعار
﴿ حائرةأنا!! ﴾
 
حائـرة أنا

في الغـربيين

لديهم عيون خضراء

وأيضا زرقاء

وأخرى رمادية

لكنهم دوما يستوقفوني

في طرقاتهم المزويّة

يسألوني بنبرة متعالية

أيه.. أنتِ يا امرأة

عندكم أنهار جارية

و أوطان

شمسها ساطعة

وصحاريها شاسعة

وواحاتها يانعة

ونساء يتميّزن

بنظرات سـاحرة

ما سر العيون السود

المغروسة بكثرة

في وجوه نسائكم؟!

يتلعثم لساني

أهرول مبتعدة

يُحاصرونني بالمزيد

من علامات الاستفهام

يُكررون السؤال

بلهجة متنمّـرة

أجيبينا

ما قصة العيون السود؟!

لماذا بريقها أخّـاذ؟!

ينضـح بالمأساوية؟!

لا أجد مفرّا من الجواب

هي إرث عتيق

من رياض الأجداد

يوم كان لنا
صولات وجولات

وأمجاد سامقة

هي عيون شرقية

لم نبتعها من متاجركم

ولم نستوردها من بلادكم

لكن عفوا

سامحوني على تطفلي

وجرأة نبرتي

أتريدون نهبها

مع جملة الثروات؟!

هيا تعالوا

خذوها

هي مستباحة لكم

فعندما تتفاقم الخسارة

وتُـنتهك الكرامة

وتُـستعمر الأوطان

باسم الحماية

ليس صعبا حينها

فقدان البقايا!!

***

﴿ من خلف النافذة الزجاجية ﴾

يمـر فصل وراء فصل

عام خلف عام

كما يتعـرّى العمر

في لحظات مباغتة

جارفاً معه جموح الصبا

وصولجان الجمال

أجلس وراء زجاج شفاف

بمقهـى عتيق

أتـوخّـى الحذر

من لسعات البرد القارصة

أراقب شجرة حياتي

عن كثب

بعد أن لحق بها العطب

تتساقط نتف الثلج

على الرصيف

تكسوه برداء أبيض

أتأمل بعينتيَّ الذابلتين

أطياف البشر

يمرون أمامي على عجل

الطويل والقصير

الطفل والكهل

العجوز والفتيَّ

المهموم والمبتهج

الحزين والسعيد

من خلف النافذة الزجاجية

ألاحق بنظراتي صقيع أنفاسي

كيف ترسم هالات مبهمة

أحس بالنعاس

أسند جبهتي

أدسُّ نفسي في أعماقي

أتلمّس الدفء

أُقـرّع نفسي

كيف تركتُ الأيام

تأكـل أحلامي!!
تُـوأد آمالي!!

تنهار فجأة

تلال انفعالاتي

أدرك لحظتها

أن كل الأشياء ستمضي

بما فيها

صرة أوجاعي

***

﴿ أفتّشُ عنك ﴾

كل عابر أصادفه في طريقي

أفتِّشُ في جيوبه عنك

في نظراتِ كل رجل

تقذفُ حمم براكينها علي

أنقِّبُ في عينيه عنك

مُصابة أنا بلوثة البحث عنك

أفتّشُ عنك بحنايا قلبي

في شراشف مخدعي

تحت لحاف سريري
بين طيّات ملابسي

حين يُقبل فصل الشتاء

يُحرّك زمهريره حنيني إليك
أستعيدُ شريط قصتي المريرة معك

أبحثُ بشوق

عن زر ثوبك

عن عقب سيجارك

أتعقّب بحواسي

رائحة عطرك

آثار رجولتك

أكلُّ من التنقيب

تلهثُ أنفاسي من الطواف

حول محراب حبك

أنقشُ اسمك على معصمي

أتدثَّر بطيفك البعيد
أنصتُ مرغمة لقيثارة أحزاني!!

***

﴿ يقولون.. ﴾

يقولون غدوتِ أجمل

لماذا لا أغدو أجمل

وأنتَ تحرسُ باب حجرتي

طوال الليل

دون أن تستسلم لإغراءات السكون

لماذا لا أصيرُ أحلى

ولمساتُ أناملك تُدغدغ فؤادي

في صحوي ونومي

لماذا لا أصبحُ أبهى

وثغري يُردد اسمك

في الصبحِ والمساءِ

لماذا لا يتوهّج جسدي

وأنتَ ترويني

بلا قيدٍ ولا شرطِ

لماذا لا أتباهى بعشقك

ونظراتُ النساء ترشقني حسدا

لا حديث لها إلا عنكَ وعني

لماذا لا أغدو أحلى وأحلى

ونبضك يُشعرني

بأنّي ما زلتُ أحيا

لماذا لا أكون الأروع

ونسمةُ هواك تلثمُ كل إشراقة شمس

تقاسيم وجهي

تقول لي هامسة..
أنني مسكُ الختام

***

﴿ عندما يأتي المساء ﴾

كلما أطبقت الظلمة

على أنفاس حجرتي

يرتفع صخب حنيني إليك

أحس بصهيل صوتك
يخترق طبلتي أذنيَّ

أهرع إلى سريري

أدسُّ وجهي في وسادتي
أرى صفحة وجهك مغروسة فيها

أتقلّب على فراشي

أحسُّ بكفيك تحيطان بخصري

يُصيبني القلق

افتح كتابي

ألمح حروف اسمك
تتراقص بين السطور

استسلم لإغراءات نداءاتك

أضمُّ صورتك في عيوني

أغمض جفوني على ملامحك

أدعو ربي بصوت خافت

أن تزورني في أحلامي

***

﴿ كلمات استثنائية ﴾

دغدغ أنوثتي بكلمات استثنائية

كلمات لم تقلها لامرأة قبلي

أنفذ بها أعالي السماء

اضحو بها نجمة برّاقة

أو قمرا في ليلته الرابعة عشر

قل لي كلاما استثنائيّا

لم تتفوه به لامرأة أخرى

يُشعرني أنّي ملكة متوجة

تلمس حروفها شغاف قلبي

أشعر بوهج سطورها

تدكُّ ارضي

قصَّ عليَّ حكاية يانعة

تُحرّك طفولتي الندية

غنّي لي أغنية حب قديمة

أهدهد ملامحي بها

قل أمام الملأ

أنّي امرأتك المجهولة

في كل دواوين شعرك

قل ولا تأبه

فالعشق ورقة ضمان أبدية

***

﴿ أجمل أنواع الحب ﴾

في غمرة مشاغلي

مع زحمة أحلامي

وسط انغماسي في دوّامة أيامي

تسرّب معول حبّك إلى قلبي

حرث تربته عن آخرها

زرع بكل ركن زهرة

لا أدري كيف!!

متى حصل المقدّر!!

لم اسمع خطواته

لم يدق الباب

لم يطلب الإذن بالمثول

لم ينتظر حتى أمشّط شعري

أعطّر جسدي

أكحّل عينيّ

َأو يُمهلني

إلى أن ارتدي

منامتي

أجمل أنواع الحب

الذي يأتي عفويّا

دون ميعاد مُسبق
أو تاريخ مدوّن

***

( من ديوان “بك.. صرتُ أحلى” )