المرأة… المخلوق المتآكل!!

المرأة… المخلوق المتآكل!!

المرأة… المخلوق المتآكل!!

الجمعة 24/2/2006

 
أعلن اتحاد البرلمانيين في العالم، اعتبار 6 فبراير يوما عالميا ضد ختان الإناث، فحسب التقارير الرسمية تتعرض الفتيات للختان كل 15 ثانية، وهي ظاهرة منتشرة في أجزاء متفرقة من عالمنا العربي والإسلامي بآسيا وأفريقيا، مما يعني أنها قائمة على موروث اجتماعي أكبر بكثير من استنادها على معتقد ديني، وهو ما يتطلب نشر المزيد من الوعي في هذه المجتمعات، عبر وسائل الإعلام المختلفة وإظهار نتائجها السلبية الجسدية والنفسية والاجتماعية على الفتيات وتأثيراتها على حياتهن المستقبلية.
 
وعلى أهمية هذه الظاهرة، إلا أنني أرى بأن هناك قضايا أخرى شائكة تحتاج لإلقاء الضوء عليها، ووضع حلول جذرية لها، مثل ظاهرة الزواج العرفي التي تفشّت مؤخرا في بعض المجتمعات العربية والإسلامية.
 

في الآونة الأخيرة أثيرت قضية شغلت الرأي العام المصري، كونها تمس فنانا شابا ينحدر من أسرة فنية، كان قد اقترن بزواج عرفي من إحدى الفتيات، ثم عاد وتنكّر لهذه الزيجة رافضا الاعتراف بأبوته للطفلة التي أثمر عنها هذا الزواج، وقد حكمت المحكمة لصالح الشاب بعد أن رفضت الطلب المقدّم من ولي أمر الفتاة، بإخضاعه لاختبار الحمض النووي لإثبات صحة نسب الطفلة إليه، في الوقت الذي أصبح التحليل المعملي من أهم أدلة الإثبات أو النفي في البلدان المتحضرة، وهذا معناه أن هناك ضحية مقدّراً لها أن تحمل جريرة غيرها، وتُعامل كطفل مجهول الهوية ووالدها يعيش على بعد خطوات منها.
 
أنا لا أريد الخوض تحديدا في تفاصيل هذه المسألة، وإنما أريد التعرّض لظاهرة الزواج العرفي الذي يوما بعد يوم ترتفع أعداده بين فئة الشباب على مختلف الأعمار، نتيجة للتردي الاقتصادي وما صاحبه من ارتفاع لمعدلات البطالة، وانخفاض المستوى المعيشي، وارتفاع أعداد الأسر التي تعيش تحت خط الفقر، وعدم قدرة الشباب على تحمّل تكاليف الزواج الباهظة التي تتطلب قائمة طويلة من المطالب.
 
الفقر عدو المرأة الأول، كونها المخلوق الأدنى مرتبة، الذي جعلها في فوهة المدفع دائما، ودفعها إلى تقبّل الكثير من العروض المهينة التي لم تكن ترضى بها جدتها في الماضي، وإلى التنازل عن كرامتها، والتغاضي عن مطالبها، من أجل لحظات تختطفها من عمر الزمن، تساعدها في البقاء على قيد الحياة!!.
 
الأوضاع الاجتماعية التي تتخبّط فيها المرأة داخل هذه المجتمعات، تحثني على أن أضع يدي في أيدي من يُصرون على وضع قوانين جديدة تذود عن المرأة، وتحافظ على حقوقها، التي تنفلت أمام ناظريها دون أن تملك حيلة للإمساك بها، أو تطويقها بعيدا عن الأخطار المحدقة بها.
 
للأسف ما زالت القوانين ذكوريّة، تستند على مفاهيم بعيدة عن تعاليم ديننا، فالله في قرآنه يقول إن الزواج مودة ورحمة، وإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، والإحسان تندرج تحته معانٍ كثيرة، تمَّ تجاهلها لتدعيم سطوة الرجل، وهو ما يستلزم اليوم من رجال الدين سن تشريعات لضمان كرامة المرأة، وحمايتها من جبروت الرجل، مع تفاقم الصور السلبية التي غدت المرأة ضحيتها الأولى.
 
أنا لستُ في موضع عداء شخصي مع الرجل، ولا أطالب بكسر شوكته، وإنما أريد لجم رجولته إذا خرجت عن حدود المسؤولية، وسقوط وازع الضمير لديه، فالرجل والمرأة شريكان يُبحران معا بسفينة الحياة، إن ثُقب قعرها لن يُفرّق اليم الهائج بين الذكر والأنثى بل سيلتهم الاثنين في لحظة طغيان كاسحة، وما أكثر مواقف الطغيان في دروبنا العربية!!.