هل النساء قادمات؟!

هل النساء قادمات؟!

هل النساء قادمات؟!

الجمعة 9/3/2007

 
كل عام في الثامن من مارس المخصص ليوم المرأة العالمي، تتردد نفس التساؤلات.. هل نجحت المرأة في ترسيخ مكانتها داخل مجتمعها، بعد عقود من القهر والإذلال، أم ما زالت مكانك سرْ؟! هل المعوقات الاجتماعية التي تُحاصر المرأة من كل حدب وصوب، موجودة بالفعل على أرض الواقع، أم أنها وهمية من صنع البعض؟! هل المسؤولية كما يرى الكثيرون تقع على عاتق المرأة بمفردها، بسبب تقاعسها عن المطالبة بتصحيح أوضاعها، وعدم تشبثها بحقها في الكثير من أوجه الحياة؟! هل هذا القول فيه اتهام جائر، وإجحاف بالمرأة، في ظل الإنجازات التي حققتها هنا وهناك؟!.
 
هناك عبارة تصدح بقوة في أروقة المجتمعات، وتحت أسقف المنازل بأن “النساء قادمات” مُدعمين أصحابها هذا القول بما يجري في مناطق متفرقة من العالم. ففي الولايات المتحدة الأميركية أعلنت السيناتور “هيلاري كلينتون” ترشيح نفسها للانتخابات الرئاسية المقبلة، وإذا فازت ستُصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب. وكانت “إيلين جونسون” قد سبقتها لتصبح أول رئيسة لدولة ليبيريا، وشرحه في كل من تشيلي وألمانيا.
 
هل هذه الصور المضيئة تعني أن المرأة قد نجحت بالفعل في إلغاء التمييز الواقع عليها؟! بالتأكيد لا. فالمرأة في الغرب ما زالت تحصل على أجور ووظائف أدنى من الرجل في ساحة العمل، وهناك عراقيل كثيرة تحول بينها وبين الوصول إلى المناصب الإدارية العليا. أما في العالم الثالث، وفي الدول العربية والإسلامية فحدِّث ولا حرج، هذا إذا ما استثنينا دولاً قليلة تملك رؤية ناصعة تجاه المرأة، نجد أن معظمها تقوم بفتح الباب قليلاً وتدعم مشاركة المرأة في الحياة العامة، لكن سلوكها لا يقوم على النوايا الطيبة، وإنما الغرض المبطن الذي تسعى إليه هذه الدول تحديداً، ينصبُّ في تلميع صورتها بنظر المنظمات والهيئات الدولية من أجل نيل مكاسب أخرى!.
 
مؤخراً قُتلت وزيرة الرعاية الاجتماعية في إقليم البنجاب، على يد متطرّف اعترف بأنه يُعارض مشاركة المرأة في الحياة السياسية. وهناك الفتاة “رشيدة بيغم” البالغة من العمر خمسة عشر عاماً، التي باعها أبوها لقريب له بعد خسارته أمامه في لعبة الجوكر. لقد انطبعت صورة هذه الفتاة في ذهني وهي تبكي قائلة: “أنا لستُ ورقة يلعب بها الرجل.. أفضّل الموت إذا لم أستطع حماية نفسي وكرامتي”.
في رأيي مشكلة المرأة في معظم المجتمعات العربية والإسلامية، تنحصر في التقاليد والأعراف الاجتماعية العقيمة المرتدية عباءة الدين عن قصد، والتي توارثتها الأجيال عن قناعة، مما ساهم في فرض سطوتها، بتقييد خطوات المرأة، وإعاقة تقدمها. بجانب المد الأصولي المتطرف الذي قفز إلى الواجهة في العقود الأخيرة، مما أدّى إلى تراجع مكانة المرأة، نتيجة المفاهيم الخاطئة التي يُروّج لها تابعوه، وأصبحت المرأة على أثره تُعامل من منطلق العيب والحرام، وإطلاق تحذيرات نارية في أوساط المجتمعات العربية والإسلامية من عواقب فتنة النساء!.