لوحة الموناليزا.. وانتقام النساء!!

لوحة الموناليزا.. وانتقام النساء!!

لوحة الموناليزا.. وانتقام النساء!!

الأحد 23/8/2009

 
ألقت امرأة كوباً على لوحة الموناليزا الشهيرة بمتحف اللوفر بباريس، التي رسمها الفنان الإيطالي الشهير “ليوناردو دافنشي” في القرن السادس عشر لزوجة تاجر من فلورنسا. ويكمن سر لوحة الموناليزا أو “الجيوكندا” في الابتسامة الساحرة والغامضة التي تشعُّ من صاحبة “البورتريه”. ويُردد بعض الخبراء أن عظمة أهم لوحة في تاريخ الفن التشكيلي، تكمن في أن المرء عندما ينظر إليها يشعر بأنها تتجاوب معه، فإن كان حزيناً تُشاطره أحزانه، وإن كان سعيداً تُشاطره أيضًا أفراحه.
 
عندما سأل المحقق المرأة عن سبب تصرفها الغريب!! أجابت بأنها كانت تهدف بفعلتها إلى لفت الأنظار إليها. فهل كان هذا دافعها الحقيقي لكي تحظى بشيء من الاهتمام؟! هل اللوحة التي أثارت اهتمام العالم بابتسامة صاحبتها الساحرة الغامضة، والتي أدّت إلى سعي الناس على اختلاف جنسياتهم وعقائدهم لرؤيتها، والوقوف أمامها وتأملها في إعجاب وانبهار، أشعلت نار الغيرة في قلب هذه الزائرة؟!ُيقال إن النساء أشدَّ غيرة من الرجال، على رغم أن هناك من الرجال من تكون غيرتهم عنيفة وتتمُّ ترجمتها إلى فعل القتل. لكن هذا لا يعني أن المرأة معصومة، لا تلجأ للعنف واستخدام سلاح القتل كوسيلة للتنفيس عن غيرتها، فهناك الكثير من القصص المأساوية في سجلات التاريخ، بطلاتها نساء قاتلات لم يستطعنَ كبح جماح غيرتهن!
 
قصة المرأة التي لم تتجاوز الثالثة والعشرين من عمرها، التي تسببت في إشعال حريق الجهراء بالكويت، قالت عنها ضمن اعترافاتها: “لقد خططتُ للحريق ونفّذته ليس بدافع القتل وإنما لإيصال رسالة إلى زوجي بأنه أخطأ في حقي.. لم أكن أتخيّل أن ما فعلته بدافع الانتقام والغيرة سيؤدي إلى مثل هذه الكارثة!”.

 

نهاية مأساوية لحيوات عدد من الضحايا قادهم حظهم التعيس إلى الوجود في حفل الزفاف تلك الليلة، فدفعوا أرواحهم على يد امرأة أعمت الغيرة قلبها. لا أدري إلى أين سينتهي مصير هذه المرأة؟! ماذا جنتْ من اندفاعها وراء غيرتها وحقدها سوى انتظار نهاية قاسية لما جنته يداها!
 
الغريب أن العريس والزوج السابق للمتهمة لم يكن “لقطة”، كما يقولون في اللهجة العامية المصرية. فهو ليس بالرجل الثري الذي تتهافت النساء على اصطياده، بل عاطل عن العمل ومزواج باعتراف الكثير من معارفه. فهل هذا يعني أن الحب أعمى البصيرة، وأن من الحب ما قتل كما يقولون؟! هل الغيرة لا تنفصم عراها عن الحب؟! هل الغيرة تؤدي إلى إشعال فتيل الحقد في قلب المحب وتحوله من “ملاك” إلى شيطان إذا ما غدر به حبيبه؟!
 
معركة الصراع من أجل استحواذ المرأة بالكامل على الرجل ليست وليدة العصر، بل هي موجودة منذ بدء الخليقة. لكن بالتأكيد كانت أمنا حواء أسعد امرأة في العالم كونها كانت المرأة الوحيدة على الأرض، وهو ما جعلها تنام قريرة العين، مطمئنة الفؤاد، لا تخاف من أن تنافسها أخرى، تفوقها جمالًا وحسناً فتسطو على قلب زوجها وهي في غفلة من أمرها.
 
للعقاد قول جميل في غيرة النساء: “المرأة أشقى بغيرتها من الرجل؛ لأنها أحوج إلى الحب وأعظم استغراقًا فيه وأخوف من الفقد والحرمان”. هل هذا يعني أن ردود أفعال المرأة عند فقدان من تحب تحوّلها إلى إنسانة شرسة تتطلّع في قرارة نفسها إلى النيل ممن أحبت يوماً وغدر بها؟!
 
هناك من النساء من يؤثرن التقوقع على أنفسهن حين يغدر بهن الزوج أو الحبيب، بل إن هناك من يلجأن إلى الانتحار لوضع حد لعذاباتهن ولإخماد النار المضطرمة في أفئدتهن عند ضياع من هِمن بهم وأعطوهنَّ ظهورهم.
 
يُقال إن الحب لا يعرف تفسيراً! وإن دائرة العشق تُسقط صاحبها في هوة اللاتوازن! ولذا فكثير من الأدباء سطّروا هذه الحالة في رواياتهم كما فعل “ويليام شكسبير” في “روميو وجوليت”. وقصة ملكة مصر كليوباترا التي تسببت في مصرع أهم رجلين في روما، حيث أودى الحب بحياتيهما واحداً تلو الآخر.
 
الحب لا تنفصل عراه عن الغيرة، ولكن هناك شعرة دقيقة بين أن نهيم حبّاً، وبين أن نُحوّل هذا الحب إلى نار موقدة تحرق الجميع، مطبقين مقولة “أنا وبعدي الطوفان”.