هل سيحدث يوماً؟!

هل سيحدث يوماً؟!

هل سيحدث يوماً؟!

الأحد 24/4/2011

 
هل سيحدث يوماً أن نجد المثقف النزيه يحظى في بلادنا بنفس التقدير والمكانة التي يحظى بها علماء الدين، كون المثقف الحقيقي له دور كبير في تطوير فكر مجتمعه نحو الأفضل؟!
 
هل سيحدث يوما أن نُشاهد في بلادنا المثقف الحر في مواقع متميّزة ويُعامل باحترام وتقدير، دون أن يتعرّض للمضايقة ويخضع للتحقيق ويُلاحق طوال الوقت نتيجة أفكاره وآرائه المتنورة؟!
 
هل سيحدث يوماً أن نرى في بلادنا محاكم عادلة تُنصب في العلن لسجناء الرأي الأحرار المطالبين بالإصلاح داخل مجتمعاتهم دون أن يُلقوا في غياهب السجون من دون محاكمات ويتعرضوا يوميّاً للمهانة والإذلال؟!
 
هل سيحدث يوماً أن أجد كافة المثقفين في بلادنا يهبّون لمساندة سجناء الرأي ويُطالبون بإطلاق سراحهم دون أن تنتابهم رعشة خوف من إمكانية تعرّضهم لجزاء قاس، أو دون أن يُفضّل بعضهم مصالحه الشخصية على المصلحة العامة لوطنه؟!
 
هل سيحدث يوماً أن نرى الفساد في بلادنا قد أضحى في خبر كان، وأن المفسدين قد طُبّقت جزاءات صارمة عليهم وتمَّ استرداد ما في حوزتهم من أموال سلبوها وهم على رأس وظائفهم؟!
 
هل سيحدث يوما أن نجد العدالة تُرفرف في أفضية بلادنا، وأن المساواة قد أضحت سمة بارزة فيها، وأن لا أحد فوق سقف القانون مهما قلَّ أو علا شأنه؟!
 
هل سيحدث يوما أن نرى في بلادنا اهتماماً حقيقيّا بالعروض التي يقدمها الإصلاحيون بين حين وآخر ومناقشة بنودها بشفافية ووضوح في كافة وسائل الإعلام المحلي أسوة بزمرة الفتاوى الدينية التي تهطل على رؤوسنا يوميّا في إعلامنا؟!
 
هل سيحدث يوماً أن نجد مناهج التعليم في بلادنا قد أصبحت تواكب العصر وتقوم على إعمال العقل بدلاً من التلقين والحفظ الذي أدّى إلى تخريج أجيال جامدة فكريّاً وبعيدة كل البعد عن فن الابتكار والتجديد؟!
 
هل سيحدث يوما أن أرى في منهج الأدب ببلادنا، مكاناً لنتاج المرأة الإبداعي الذي لم يزل حتّى اليوم يُنظر إليه على أنه أدب دوني من الدرجة الثانية، لكي تشبَّ الأجيال الجديدة على احترام فكر المرأة وتبنّى قضاياها بقناعة كاملة؟!
 
هل سيحدث يوماً أن أرى المرأة في بلادنا لها مكان بارز في مجلس الشورى وفي المجالس البلدية وفي المحاكم الشرعية وفي كافة الفنون من مسرح وسينما وغيرهما، وأن تحتلَّ مركزا قياديّاً في الإعلام بكافة قنواته؟!
 
هل سيحدث يوماً أن أرى المرأة الراشدة في بلادنا تُدير أمور حياتها باستقلالية كاملة بعيداً عن دائرة الوصي الشرعي، وتقود سيارتها بحرية في مدينتها، وتُبدي رأيها بحرية في كافة قضايا مجتمعها، دون أن يدسَّ رجال الدين أنوفهم في كل شأن من شؤون حياتها الصغيرة والكبيرة؟!
 
هل سيحدث يوماً أن أرى المرأة في بلادنا تقف بجانب الرجل في كل حيّز وزاوية وتنافسه باحتراف مهني على الكراسي العلمية والثقافية والسياسية، دون أن نسمع الكلمات المكررة التي ضجرناها بأن المرأة ناقصة عقل ودين، وأنها بحاجة لمن يأخذ بيدها طوال الوقت؟!
 
هل سيحدث ويحدث ويحدث؟! في جعبتي الكثير مما أتمنى أن يحدث، لكن كلما تقدمنا خطوة ظهر من بين الأكمة من يُريد إبقاء الوضع على ما هو عليه من أجل مصالح ظاهرها بريء النية وباطنها من أجل أطماع ذاتية بعيدة كل البعد عن مصلحة الوطن الحقيقية!
 
ما زلتُ أؤمن بأن التغيير يتطلّب إرادة حرّة وعزيمة صادقة وتكاتفاً وتعاضداً ورفع الصوت بقوة، وإلا فالتغيير لن يأتي يوماً، وإن تعاقبت أجيال ومرت أزمنة!!