بين الخوف … والحب

بين الخوف … والحب

بين الخوف … والحب

الأحد 29/5/2011

 
جميعنا بلا استثناء كما تقول د. برندا شوشانا مؤلفة كتاب ( بين الخوف .. والحب)، كلما استسلمنا للخوف كلما زاد تأثيره علينا، وأن كل الآلام والأمراض التي تحيق بنا بسببه قابلة للزوال، عندما نرى الأمور على حقيقتها.
 
في الفصل الأول تنصحنا الكاتبة بعمل تدريب يومي، بأن يحتفظ كل منّا بمذكرة يُدوّن فيها كل الأشياء الإيجابية التي يمرُّ بها وصب اهتماماته على اللحظات المبهجة فقط.
 
تتساءل الكاتبة في موضع آخر… هل لنا أحد نذهب إليه؟! حيث ترى بأن من المخيف ألاّ يجد الإنسان منّا في هذا العالم من يستمع إليه ويتجاوب معه ويهتم به. ناصحة إيانا إذا أردنا أن نمرّ بتجربة الحب، أن نخلع القناع الذي نلبسه، فالكثيرون يكتشفون متعة عظيمة عند اللحظة التي يقومون فيها باقتلاع أقنعتهم. بمعنى أن نتقبّل ذاتنا كما هي، وأن نكون كما نحن لتظهر لنا طاقات جديدة في شخصيتنا.
 
ترى الكاتبة بأن العقل المسالم هو ينبوع الأمل الحقيقي، ناصحة المرء بأن يمضي قليلًا من الوقت وبشكل يومي وحيداً مع نفسه في صمت ليتعرّف على ما في أعماقه، وأن يقترب من ذاته ويكون صديقها. وأن يؤمن بأن حياته بمثابة هدية نفيسة له وللعالم.
 
كل إنسان منّا لديه هاجس الخوف من فقدان الأشياء التي يحبها. تقول الكاتبة بأننا جميعاً نبقى متعلقين بأمور معينة حتّى نتفاجأ بتغيرات كثيرة في حياتنا، مثل رحيل من نحب عنّا، أو فتور علاقة من علاقاتنا الحميمة، أو مواجهة تغيرات فسيولوجية علينا مع تقدّم أعمارنا، وعندما تحدث نشعر بأننا خُدعنا، أو أن هناك أشياء تُحاك ضدنا وقد يشعر آخرون بأنهم وقعوا ضحية هذا التغيير ويعلنون فشلهم في الحياة! الأغلبية يرون هذا التغيير مخيفاً ويُقاومونه بشراسة وكأنهم يريدون لجم اندفاع المياه!
 
تطمئن الجميع بأن التغيير أمر طبيعي وصحي وحقيقي، وأننا يجب أن نؤمن بأن ما كنّا نملكه لم يعد مهماً لو لم نحاول التشبث به. وأن على الإنسان منّا بدلاً من الركض خلف الحياة أن يُسير معها ويُصاحبها ويستمتع بالرحلة بحلوها ومرّها. متابعة بأن من الخطأ أن نظنّ أن الحياة ستستمر إلى الأبد وأن الوقت سيظلُّ كله لنا.
 
إن الحقيقة الساطعة التي يجب أن نعرفها أننا لا نستطيع حماية أنفسنا مع دوران عجلة الأيام. وأن كل شيء مؤقت وزائل. وأن الحياة تبقى حياة وما سوى ذلك سيتبدّل مع مرور الوقت. وعندما نتخلّص من الخوف الكامن في داخلنا، نستطيع أن نتعامل بقوة مع هذه الحقائق الثابتة.
 
في موضع آخر تُشجّعنا الكاتبة على خوض التجارب مذكّرة بعبارة للشاعر الهندي طاغور “إنك لا تستطيع عبور البحر بالتحديق إلى الماء فقط” وقد عنت الكاتبة بأن على الإنسان التحرر من سطوة الخوف والإقدام على تجارب الحياة وإن نجحنا أو خسرنا. وأننا إذا لم نُقدم على تكرار المحاولات فلن نستطيع معرفة أخطائنا، وأن أكبر خطأ نرتكبه في حق أنفسنا هو التنازل عن حقنا في ارتكاب الأخطاء.
 
في القسم الثاني من الكتاب حول مقدمة للوصايا السبع للطمأنينة في الحياة، تقول الكاتبة بأننا جميعاً نملك الكثير من الحب في دواخلنا، والغريب في الأمر أننا نبخل به على أنفسنا ونرفض أن نفتح له قلوبنا. وأن خيبة الأمل في علاقاتنا تكمن في جهلنا الفرق بين الحب الحقيقي والحب المزيّف.
 
كتاب نفسي جميل أنصحك بوضعه على المنضدة المجاورة لسرير نومك. أجعله دواء مسكناً تتناول بعضاً من نصائحه قبل النوم كي تتقبّل بأريحيّة منغصات الحياة.